كأم، من الطبيعي أن تحتاري أمام سلوكيات طفلك اليومية: رفض، غضب، تشتت، وعدم استجابة للتوجيه.
وقد تسألين نفسك كثيرًا:
هل هذا “عناد طبيعي”؟ أم أن هناك شيئًا أعمق أحتاج إلى فهمه؟
التمييز بين العناد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ليس سهلاً دائمًا… لكنه ضروري جدًا.
في هذا المقال، سنشرح لكِ — بلغة بسيطة — الفروق الخمسة الأساسية بين العناد وADHD، حتى تتعاملي مع طفلك من موقع الفهم لا الافتراض، ومن الاحتواء لا الانفعال.
1. الفرق في النية والسلوك:
العناد: الطفل يعرف القاعدة لكنه يرفضها عن قصد، كتعبير عن رغبة أو تحدٍ.
ADHD: الطفل لا يتعمد الرفض، بل ينسى القواعد أو يتجاوزها بسبب تشتت انتباهه واندفاعه.
مثال:
تطلبين من طفلك ألا يقاطع الحديث، فيقاطعه بعد دقيقة…
– إن كان عنيدًا: فهو يفعلها رغم معرفته بأن هذا خطأ.
– إن كان مصابًا بـADHD: فهو ببساطة لم يستطع الانتظار أو نسي القاعدة.
2. الفرق في الاستمرارية:
العناد يظهر في مواقف معينة فقط، غالبًا عندما يشعر الطفل بالتعب أو الغضب.
ADHD يظهر في أغلب المواقف، ويكون نمطًا متكررًا يوميًا.
إذا لاحظتِ أن السلوك يظهر في المدرسة، في البيت، وأثناء اللعب. فالأمر أعمق من مجرد عناد وقتي.
3. الفرق في التحكم بردود الفعل:
الطفل العنيد يمكن تهدئته بالحوار أو منح خيارات.
طفل ADHD قد ينهار سريعًا، ويجد صعوبة في التوقف عن الصراخ أو الحركة أو التفاعل بشكل مبالغ فيه.
إذا وجدتِ أن طفلك لا يستجيب للكلام أو التفاوض وقت الغضب، ولا يمكن تهدئته بسهولة، فربما يحتاج لأدوات تنظيم داخلي أكثر من مجرد التعليمات.
4. الفرق في العمر والظهور:
العناد قد يبدأ في فترات عمرية معينة (مثل عمر 3 أو 6 سنوات)، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بمواقف جديدة.
ADHD تظهر أعراضه مبكرًا (من عمر 3 سنوات) وتبقى مستمرة لفترات طويلة ما لم تتم إدارتها.
هل ظهرت هذه السلوكيات منذ أن كان صغيرًا؟ وهل تتكرر منذ شهور أو سنوات؟
هذا مؤشر مهم للتمييز.
5. الفرق في التأثير على الأداء الدراسي:
الطفل العنيد قد يكون ناجحًا أكاديميًا ولا يواجه مشاكل مع المعلمين.
طفل ADHD غالبًا ما يعاني من صعوبات في التركيز، نسيان الواجبات، وكثرة الحركة داخل الصف.
إذا لاحظتِ شكاوى متكررة من المدرسة حول التركيز أو الاندماج، فربما يحتاج طفلك خطة دعم، لا مجرد توجيه.
الفهم هو أول خطوة للعلاج
أحيانًا، ما يبدو “سلوكًا متعبًا” قد يكون نداءً غير مباشر لفهم أعمق.
حين تتعاملين مع العناد على أنه ADHD، قد تستخدمين الحزم بدل الاحتواء…
وحين تتعاملين مع ADHD على أنه عناد، قد تظنين أن طفلك يتعمد إزعاجك، بينما هو لا يستطيع السيطرة على نفسه.


