آخر الاخبارسيكولوجياعاجل

طفلي عنيد

طفلي عنيد . العناد عند الأطفال هو صفة طبيعية في مرحلة الطفولة، معظم الأمهات والاباء يعتبرون ان العناد هو مشكلة لدى أطفالهم ويجب عليهم حلها، وللأسف يقوم الأهل بالصراخ والعنف ضد الأطفال عندما يظهر الطفل أي معارضة ورفض تجاه قرارتهم او تعليماتهم.

العناد دليل على بدء وعي الطفل بذاته وبدء الاعتماد على نفسه، فيقوم هنا الطفل برفض أي طلب يأتي من قبل الام او الاب، لأنه يريد ان يعتمد على نفسه ويحقق ذاته، ويرى مدى استطاعته على تحقيق الأشياء التي يرغب بها.

تبدأ مرحلة العناد عند الطفل من عمر السنتين الي الأربع سنوات، وتكون ذروتها من عمر السنتين الى عمر الأربع سنوات

في علم النفس يعتبر العناد عند الطفل صفة ايجابية، وذلك لانها تدل على ذكاء الطفل ونشاطه الإيجابي، فالطفل يحقق ذاته من خلال إصراره على رأيه ويعتمد على نفسه، وبذلك تتطور مهاراته وطريقة تفكيره ويكتسب خبرة من خلال تجاربه. 

يجب ان يكون العناد مسموح للطفل بالأشياء التي تخصه فقط، مثل اكله بمفرده، او تنظيف اسنانه، او ارتداء ثيابه. اما في الأشياء التي تخص اخوته غير مسموح له بالعناد. وبالأمور التي تمس سلامته ايضاً يجب علينا وضع حدود لها. وسأرفق لكم طرق التعامل معها عند مواجهتها.

طفلي عنيد

تأكد بأنك عندما تمنع وتكبح طفلك وتمارس دور السلطة عليه سوف تواجه امرين :

 أولهما، ان يستسلم الطفل لك ولا يتكلم وينفذ ما يُملى عليه من اوامر وهذا امر غير جيد لأنه سيخلق انسان ضعيف غير مسؤول وسيجد الاعتماد على نفسه صعباً جداً في المستقبل، وسيكون ضحية لأي شخص يحاول ان يقوده لأي سلوك خاطئ لأنه تعود على الرضوخ والاستسلام وستكون شخصيته جداً ضعيفة تجاه الآخرين، عداك عن مشاكل الخجل والرهاب الاجتماعي اللذين سيواجهما في المستقبل.

ثانيهما، عند فرضك عليه اوامرك وصراخك عليه لتنفيذها سيزيد عناده اكثر ويرفض أي طلب اياً كان ويتمرد على جميع من حوله وينشأ لديه السلوك العدواني وستزيد مشاكله السلوكية مع ذلك ( التنمر على الاطفال الآخرين، سلوك المعارضة الدائم للكبار)

طفلي عنيد

بعض النصائح للتعامل مع الطفل العنيد بأسلوب إيجابي ومفيد:

١.انشأ علاقة إيجابية مع طفلك

عندما تكون العلاقة إيجابية مع طفلك تعتمد على الحوار والنقاش، سوف يسهل لك الامر شرح له ما تريد، وسيكون طفلك مقرب لك يحاورك دائماً ويتقبل افكارك، والاهم من ذلك لا تنسى عاطفتك وحنانك وإعطاء طفلك اهميته وضمه كل يوم عدة مرات للتعبير له عن مشاعر الحب الذي تكنه له ( الطفل الطبيعي يحتاج الى ٢٤ ضمة باليوم)

٢. دع طفلك يعتمد على نفسه

اعط طفلك مساحته الخاصة وحريته بالأشياء التي تتعلق به، كترتيب غرفته، وترتيب العابه، اختيار ملابسه، تسريح شعره،  الخ…

ناقشه دائماً بالأشياء التي يرغب بفعلها واكتبها في جدول وضعه في مكان يستطيع ان يراه (علقه على البراد او الثلاجة) فذالك يشعره بأنه شخص مسؤول لديه مهامه اليومية والتزاماته.

٣. اعطه خيارات دائماً

الطفل في هذه المرحلة من النمو لا يفضل ان يستمع للتعليمات المباشرة وتنفيذ ما يرغبه الآخرون فقط لان له كيانه وشخصيته المستقلة برأيه، اعطه خيارات بين الأشياء التي يجب ان يفعلها بطريقة إيجابية، مثال ( هل تريد ان تنظف اسنانك أولاً ام ترتدي ملابس النوم اولاً) (هل تفضل ان نقرأ قصة قبل النوم، ام تستمع لموسيقى عند نومك) وهكذا…..

هنا تكون قد حققت غايتك وجعلته يشعر بالسعادة لاختيار الشيء المناسب له.

٤. تنفس بعمق واسترخ

عندما يبدأ طفلك برفض التعليمات او الأوامر، لا تصرخ في وجهه، لان الصراخ لن يجدي نفعاً، خذ نفساً عميقاً وتنفس بعمق لتخرج المشاعر السلبية التي تنتابك ثم حاول ان تسمعه جيداً وتسمع أفكاره ثم اطرح عليه الأسئلة لتفهم وجهة نظره وتكون قريب منه، لان الطفل يحاول عند رفضه اثبات شيء ما لك.

٥. التزم بروتين يومي

كل الأطفال يحبون الروتين اليومي فهم يشعرون بالأمان والراحة عند معرفة ما سيجري اليوم، عود طفلك على الاستيقاظ في وقت معين كل يوم والنوم ايضاً في وقت محدد، والطعام والأنشطة ومشاهدة التلفاز، كلها يجب ان تكون واضحة لطفلك ولا تفاجأه بقرارات مختلفة وروتين مختلف كل يوم، لان ذلك يشعره بالتوتر وعدم الاطمئنان وتكون ردة فعله سلبية وعنيفة تجاه أي قرار يُملى عليه.

٦. كن قدوة له

هل انت كأم او كأب قدوة لطفلك ، هل تشعر بالسعادة بحياتك اليومية وتمارس نشاطاتك بشكل معتاد؟ هل طفلك يراك كيف تعمل وتتحدث اليه عن امورك وتناقشها معه؟ اذا كان الجواب لا، يجب ان نبدأ من انفسها من اجل ان يتعلم طفلنا منا الممارسات الإيجابية اليومية، فالطفل يتأثر بالقدوة والتقليد اكثر من أي شيء بحياته، فأنت نمط حيّ امامه يحاول دائماً ان يقلده ويتقمص شخصيتك لأنه بعتبرك قدوته المستقبلية.

طفلي عنيد

٧. لا تحارب طفلك

توقف عن محاربة طفلك واجباره على القيام بأشياء فقط لأنه رفض القيام بها، لن تجدي نفعاً هذه الطريقة، يجب ان تجلس مع طفلك وتناقشه لتجدوا حلولاً سوية، لا تدع طفلك يرى توترك وانفعالك، ولا تتحدث معه مباشرة بعد انفعالك، اتركه قليلاً، ثم تكلم معه بهدوء.

٨. احذر من المشاكل العائلية

لا تناقش سلوك الطفل السلبي امام الآخرين ولا تصفه بالعنيد فذلك لن يساعده ابداً، وعلى العكس سوف تلصق هذه الصفة به.

اتفق انت وزوجك/زوجتك على طريقة معاملة الطفل، ولا تتجادلوا امامه على أي قرار، لان ذلك سيزيد التوتر لديه وتكون بداية لاضطرابات نفسية لديه، ولا تسمح للآخرين بإعطائه التعليمات او الأوامر او الصراخ عليه.

إقرأ أيضاً كيف تتحكم في نفسك عندما تغضب

طفلك العنيد هو طفل ذكي، مفكر، واعي، و موهوب، يجب علينا استغلال مهارات وذكاء هذا الطفل لأنك ستفاجئ بمستقبله المبهر وقدرته على الاعتماد على نفسه، وتطوير مهاراته وابداعاته الفكرية. فقط تحلى بالصبر وافهم ما يمر به خلال مرحلة النمو هذه (مرحلة الطفولة)، افهم طفلك من اجل ان يفهمك.

طفلك العنيد ستتكون لديه مرونة في التفكير واحترام آراء الآخرين وشخصية مستقلة بذاتها، لان ذلك بدأ من بيئته المنزلية وتطور معه ليصبح شخصاً مستقلاً كلياً.

Back to top button