منطقة الراحة: هي حالة نفسية وعاطفية تكون الاشياء التي من حول الشخص دائماً مألوفة ويكون مرتاحاً لها و يستطيع التحكم في بيئته ولديه مستويات منخفضة من القلق والتوتر. في هذه المنطقة ، يمكن تحقيق مستوى ثابت من الاداء، تشعر بهذه المنطقة بالامان وتمارس عاداتك المعتادة والروتينية ولا توجد لديك الكثير من المخاطر.

هل انت شخص محاط بالعادات والتقاليد والحياة الروتينية التي لا تستطيع ان تتخلى عنها وتشعر بالضياع في حال خروجك من هذه الدائرة وتحيط اطفالك بها من اجل حمايتهم والخوف عليهم من التفكير بشيء جديد؟ هذا يعني انه لن يكون لديك او لدى اطفالك اي مجال لتنمية مواهبهم وقدراتهم والشعور بالانجاز والتقدير لذا عليك ان تخرجهم من منطقة الراحة.

حماية الأطفال هي غريزة طبيعية بالنسبة لمعظم العائلات. ومع ذلك، يجب أن تتعلم كيف تخفف الحماية المطلقة بين الحين والآخر إذا كنت تريد أن ينمو أطفالك ليصبحوا بالغين واثقين ومستقلين. واذا كنت ترغب بتوفير فرصاً لتجربة أشياء جديدة في حياتهم. في المقابل ، سيواجهون مخاوفهم ، ويكتشفون مشاعر واحاسيس جديدة ، ويتعلمون دروساً مهمة في المثابرة، ويكتسبون خبرات جديدة ويستطيعون مواجهة التحديات والعقبات التي في طريقهم فعليك بمساعدتهم ومساندتهم ليخرجوا من منطقة الراحة التي تحيط بالاشياء الروتينية والعادات والتقاليد التي لا تفيدهم بأي شيء في حياتهم العملية.

لذا إليك بعض الإرشادات والنصائح لمساعدة أطفالك على الخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم:

١. اعمل مع طفلك لتفهم سبب صعوبة الأمر عليه : ليس كل طفل ولا كل حالة متشابهة. من المهم حقاً فهم سبب صعوبة تجربة شيء جديد عليه وكيف سيستطيع مواجهة صعوبة التغيير في حياته والمثابرة للوصول الي هدفه.

٢. امنح أطفالك خيارات ، وادعمهم ، واجعلهم يرون عواقب أفعالهم. نحن نتعلم من إخفاقاتنا وأخطائنا أكثر مما نتعلمه عندما نكون في مأمن من العواقب. سوف يكتسبون الثقة ويتعلمون أن يكونوا أكثر اعتماداً على الذات.

اقرأ أيضاً عن كيفية تربية طفل مسؤول

٣. ضع تحديات صغيرة لأطفالك. عندما ينجحون ، سيمنحهم ذلك الثقة ويحفزهم على فعل المزيد منها.

٤. اجعل الأشياء ممتعة ، ولا تضغط عليهم بشدة. كن مرناً ومستعداً لتغيير الخطط عند الضرورة. إذا كانت تجربة جيدة ، فسيرغبون في القيام بها مرة أخرى. إذا لم يكن الأمر ممتعاً ، أو كنت تجبرهم لهدف شخصي، فإنك تخاطر بجعلهم لا يستمتعون بالنشاط ، أو الأسوأ من ذلك ، أن تقرر أنهم لا يريدون القيام بذلك بعد الآن

٥. ابحث عن أصدقاء المغامرة لأطفالك – أولئك الذين يحبون القيام بنفس الأنشطة. يعد وجود تطابق وثيق في المهارات أمراً مثالياً لتحقيق أقصى قدر من المتعة ، ولكن يمكن أيضاً أن يكون الاختلاف الطفيف مفيداً حقاً. إذا كان الأطفال الآخرون أكثر مهارة من أطفالك بقليل ، فسوف يحفزون أطفالك على المتابعة والتحسن. اما إذا كان طفلك أكثر مهارة بقليل ، فقد يتصرف كقائد أو مدرس. وهذه طريقة رائعة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم والاعتزاز بمهاراتهم وإنجازاتهم

٦. الأطفال أقوى وأكثر مرونة مما نعتقد احياناً. لا تقلل من شأن قدراتهم ، وقد تتفاجأ بما ينجزونه بأنفسهم عندما تتاح لهم الفرصة فقط افسح لهم المجال وادعمهم.

٧. ضع في اعتبارك أنشطة ما بعد المدرسة: أنشطة ما بعد المدرسة مثل الرياضة ودروس الموسيقى وكرة القدم ونوادي الشطرنج يمكن أن تساعد الأطفال على الخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم. تتيح هذه الانشطة لأطفالك فرصة التعرف على أشخاص جدد ، وتعلم مهارة جديدة ، وحتى اكتساب الثقة في الأداء أمام الآخرين

٨. جرّب أطعمة جديدة: إدخال أطعمة جديدة يمكن أن يكون تحدياً لأطفالك. اجعل التجربة أكثر إثارة من خلال مناقشة ثقافة أو تاريخ الطعام والسماح لهم بمساعدتك في المطبخ والبدء بتغيير الطعام الذي تعودوا ان يتناولوه دائماً

٩. اجعل الفشل امراً مقبولاً : في بعض الأحيان ، يتردد الأطفال – وحتى الكبار – في تجربة شيء جديد لأنهم يخشون الفشل. علّم طفلك أن ارتكاب الأخطاء أمر مقبول ومفيد ، وذكّره بانتظام أن الفشل هو ببساطة جزء طبيعي من النمو والتعلم وبأننا نفشل من اجل ان ننجح.

١٠. احتفل بالنجاح: بمجرد أن يحقق طفلك هدفه ، احرص على الاحتفال به. كافئهم بمكافأة محببة ، أو ملصق ، أو حتى بابتسامة. سيؤدي القيام بذلك إلى تعزيز قرارهم بالمخاطرة والثقة وتجربة أشياء جديدة

١١. شارك قصصك معهم: : بالطبع ، أفضل طريقة لإخراج أطفالك من منطقة الراحة الخاصة بهم هي مشاركة تجاربك الخاصة في فعل الشيء نفسه. شارك قصص تحقيق الأهداف ومواجهة التحديات بثقة. لا تخف من الاعتراف بإخفاقاتك أيضاً. يمكن أن يساعد القيام بذلك ابنك أو ابنتك في تعزيز الثقة لاتخاذ قفزة جديدة في حياتهم – مثلك تماماً.

أثناء تشجيعك لأطفالك على تجربة أشياء جديدة وتقبل التحديات ، يجب أن تكون حريصاً على عدم دفعهم بعيداً. تجنب إجبارهم على فعل أشياء ليسوا مستعدين لها من خلال التفكير في شخصيتهم. تعرف على أطفالك من خلال اللعب على نقاط قوتهم واهتماماتهم. و تعلم كيف يستجيبون للصعوبة والتوتر؟

ستساعدك معرفة إجابات هذه الأسئلة على تحديد التحديات الأفضل لأطفالك وأفضل طريقة لمواجهة عقبات وتحديات  جديدة ، حيث أن هذا يشجعهم ليحاولوا مرة تلو الأخرى.